ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون الزامهم بتنفيذها، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
قصة اللؤلؤة والتنين
كان يا ما كان في قديم الزمان كانت هناك جزيرة في الصين تُسمى كينابالو، والتي كانت تقع في منتصف البحر على بُعد مئات الكيلومترات من الساحل ، وكان يعيش هناك تنين ضخم جدًا. وفي أحد الأيام وجد هذا التنين الضخم لؤلؤة ثمينة عالقة في الرمال ، وكان التنين معروفًا برغبته في جمع الكنوز في مخابئه ، على الرغم من عدم استخدامها على الإطلاق.
أخذ التنين تلك اللؤلؤة التي عثر عليها إلى قمة الجبل الذي كان يعيش فوقه ، وهناك ظلّ يلعب بها ليلًا ونهارًا ، وفي بعض الأحيان كان يضعها بين مخالبه ويدحرجها وكأنها نور مضيء ، وأحيانًا كان يضعها على طرف ذيله ويلفها على ظهره ، حيث أنه كان يحب تلك اللؤلؤة الصغيرة ، فكان يضعها كل ليلة في مخالبه ثم يذهب للنوم بهدوء.
وذات يوم علم الإمبراطور بوجود تلك اللؤلؤة ، فأراد أن يحصل عليه ليصنع منه تاجًا ، فدعا ابنه ثم طلب منه أن يبحث عن اللؤلؤة ويجلبها له ، حيث قال له :”إذا كنت تستطيع انتزاع اللؤلؤة من التنين ؛ فإنك ستصبح الإمبراطور الجديد للمملكة حينما تعود ، وسوف أتقاعد للعيش في قصري الخاص بي في الجبال ، ولكن في اليوم الذي سأموت فيه ؛ سيكون هذا التاج الجميل الذي خططت من أجل صناعته ملكًا لك أيضًا”.
وبعد أن سمع الأمير هذا التشجيع من والده الإمبراطور ؛ أمر بإعداد زورق ، حيث سافر به عبر البحر مع مجموعة من رجاله باتجاه المكان الذي يعيش فيه التنين ، ثم بدأ يفكر في الطريقة التي يستطيع بها انتزاع اللؤلؤة من التنين ، حتى جاءته الفكرة أخيرًا ، حيث أمر رجاله بصناعة طائرة ورقية ضخمة يستطيع من خلالها الوصول إلى قمة الجبل الذي يعيش به التنين.
وحينما اقتربت السفينة من كينابالو ، ركب الأمير الطائرة التي حملته بعيدًا بفضل الرياح ، حتى وصل إلى التنين الذي كان ينام نومًا عميقًا ، فاستطاع الأمير انتزاع اللؤلؤة من بين مخالبه ثم وضع مكانها فانوسًا ورقيًا ، ثم عاد بأقصى سرعة إلى السفينة ، حيث كان رجاله في انتظاره.
حينما استيقظ التنين وعلم أن كنزه قد سُرق استشاط غضبًا ، وأسرع ماضيًا باتجاه البحر حتى لحق بالسفينة التي كان بها الأمير ، فشعر البحارة بالرعب ولكن الأمير حافظ على هدوءه وطلب منهم إطلاق الرصاص في الهواء ، فاعتقد التنين أن النور الصادر من الرصاص هو اللؤلؤة فقفز خلفها حتى سقط في قاع البحر ، حيث غرق هناك ؛ بينما عاد الأمير إلى المملكة وهو بطل حقيقي ، حتى أصبح إمبراطورًا وسادت العدالة لعدة سنوات في حكمه.