ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
تتابعت هجرات المسلمين الذين هاجروا من مكة الى المدينة المنورة هروبا من كفار قريش والتعذيب الذي كانوا يرونه على ايدي الكفار والمهانة ، وحتى يكونوا بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصروه في المدينة ، وهاجر الكثيرون وكان في من هاجروا البطل والصحابي عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على استقرار الأمن في المدينة المنورة ، ولقد كان في المدينة المنورة قبيلتان كبيرتان تتنازعان فيما بينهما منذ الازل و هما : قبيلة الاوس و قبيلة الخزرج فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصلح بينهم ، واخى النبي الكريم بينهم جميعا ، وبين المسلمين المهاجرين من مكة والانصار من اهل المدينة المنورة ليعيشا معا اخوة ، وعقد الرسول صلى الله عليه وسلم ، اتفاق بعدم الاعتداء مع اليهود فقام بعهود صلح بينهم ، حتى يأمن النبي الكريم شرهم وكيدهم على المسلمين بالمدينة .
ولأن الصلاة هي احد واهم اركان الاسلام الخمسة كما نعلم ، لذلك اختار الرسول صلى الله عليه وسلم ، مكانا لبناء مسجد دفع ابو بكر كثيرا من امواله لشراء جزء من هذا المكان ، وتبرع اصحابه ببعضه ، اشتغل جميع المسلمين من المهاجرين والانصار في بناء المسجد النبوي ، هذا يحمل احجارا وهذا يقوم بالبناء ، وجعل المسلمون للمسجد اعمدة من جذوع النخيل ، اقاموا عليها سقفا من جريد النخيل ، وكان المسلمون ياتون للصلاة ، ودراسه احوال دينهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، كان اليهود يعلنون عن موعد صلاتهم بدق الناقوس ، فكيف يعلن المسلمون عن موعد صلاتهم علم جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات ، ينادي بها المسلمين للصلاة في أوقاتها .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، يعرف بلال بن رباح وبأن صوته جميلا جدا وعذب ، علم الرسول صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح رضي الله عنه وارضاه ، ان يؤذن في الناس ، الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله ، اشهد ان محمد رسول الله ، حى على الصلاة ، حى على الفلاح ، وسمع المسلمون الاذان بصوت بلال الجميل ، فاقبلوا يسعون الى المسجد ، وكان الكفار في مكه قد استولوا على اموال المسلمين الذين هاجروا الى المدينة ، اغتصبوا دورهم ومتاعهم ، فكان من حق المسلمين ان ياخذوا عوضا عن اموالهم ومتاعهم .
علم المسلمون ان قافلة تجارة لقريش ، يقودها ابو سفيان في طريقها من الشام الى مكة ، وان القافلة بها الكثير من البضائع والاموال ، لذلك فكر المسلمون في قطع الطريق على القافلة والاستيلاء على ما مع رجالها ، حتى يعوضوا عما اخذه الكفار منهم في مكه ، علم ابو سفيان ان المسلمين ينتظرون قافلته ، لمهاجمته ورجالها ، بعث ابو سفيان بعض رجاله الى مكه ، ليخبر اهلها بان قافلة تجارتهم في خطر من محمد ورجاله .
فوجىء الناس في مكه برجل يبكي ، وهو يصرخ : يا رجال مكة ، اللطيمة اللطيمة ..النجدة النجدة الغوث الغوث محمد يريد ان يستولى على اموالكم هلموا لقتال محمد ، اسرع كثير من اهل مكة ، وكونوا جيشا كبير من الف رجل ، واتجهوا من مكة الى المدينة .
علم المسلمون بمقدم جيش الكفار ، اتحد المسلمون من الانصار اهل المدينة والمهاجرين اهل مكة ، لملاقاة اعدائهم ، كون الرسول صلى الله عليه وسلم ، كون جيشا ، واقترح احد الصحابة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ان يختار موقعا قرب بئر بدر ، ليستطيع المسلمون ان يتحكموا في ماء البئر ، وان يمنعوا الكفا من ان يشربوا منه ، اقا المسلمون حوضا ملؤوه بالمياة ، وانتظر المسلمون مقدم جيش الكفار ، تواجه الجيشان جيش الكفار وجيش المسلمون .
ادرك الرسول صلى الله عليه وسلم ، ان جيش الكفار اضعاف جيش المسلمون ، اخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه :
اللهم اهلك هذه العصابة ، اللهم نصرك الذي وعدتنى به ، خرج من صفوف الكفار ثلاثة رجال ، ونادوا :
يا محمد اخرج لنا من رجالك من يبارزن ، فخرج ثلاثة من المسلمين وهم : حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن على طالب ، عبيدة بن الحارث
وتبارزوا بالسيوف بقوة ، فقتل المسلمين اثنين من الكفار ، وجرح الثالث بشدة كان هذا ايذانا ببدء المعركة والالتحام بين المسلمين والكفار والبدء ، التقى الجيشان بقوة وكان الكفار يضربون بقوة وقسوة كبيرة وبكل غل ، ، جيش المسلمين وجيش الكفار، كان عدد جيش الكفار اضعاف جيش المسلمين ، لذلك بعث الله جندا من الملائكة لتساعد المسلمون في المعركة ويكون الفوز من نصيبهم ، حاربوا في صفوف المسلمين وتقاتل الفريقان والتحمت السيوف .
وتناثرت اعضاء اجسام الكفار ، وسقطت جثث الكفار قتلى ، وجرحى واسمرت المعركة ، كان الكفار مندهشي مما يحدث لهم ، جنود لا يراهم احد منهم يقاتلونهم بسيوفهم ، وكان الرسول صلى الله علية وسلم ، يدعوا ربه ويساله النصر بينما كانت المعركة تدور ، نظر بلال بن رباح حوله فراى اميه ابن خلف ، تذكر بلال ما كان يفعله اميه ، وكيف كان يعذبه وكيف كان يقسوا عليه ، نادى بلال وهو ينظر الى اميه :
امية راس الكفر ، لا نجوت ان نجا .
وهجم بلال على اميه ، وهوى عليه بسيفه ، وطعنه عدة طعنات سقط اميه من على فرسه ، تتقاطر دماؤه ، حتى مات بينما كان بلال يهف :
احد احد فرد صمد
انتهت المعركة بانتصار المسلمين ، وقتل كثير من الكفار ، وفرار بعضهم هربا ، واسر المسلمون كثيرا من الكفار ، وساقوهم امامهم ، وقد اوثقوهم بالحبال ، وصلت اخبار انتصار المسلمين الى اهل المدينة فسعدوا ، ووصلت اخبار هزيمة الكفار الى مكة ، فحزن الكفار ، وساقوهم امامهم وقد اوثقوهم بالحبال ، وصلت اخبار المسلمين الى اهل المدينة ، فسعدوا ووصلت اخبار هزيمة الكفار الى مكة ، فحزن الكفار على اخوانهم الذين قتلهم او اسرهم المسلمون .
واستولى المسلمون على كثير من خيرات الكفار ، واسلحتهم وامعتهم واموالهم ووزعوها عليهم ، وهذا حق شرعه الله ، فكر المسلمون ماذا يفعلون بالاسرى ، اقر الرسول الكريم ان ياخذ من هؤلاء الاسرى فديه كل اسير بفتديه اهله باربعة الاف درهم حتى يتركوه ومن لم يستطيع يعلم المسلمين ، وافتدى بعض الاسرى انفسهم ، مقابل ان يعلموا المسلمين القراءة والكتابة ، وكان من بينهم في اسرى الحرب زوج السية زينب رضى الله عنها ابنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، عرض فداء له قلادة ، كانت اعطتها السيدة خديجة لابنتها زينب يوم زفافها ، واكتملت سعادة المسلمين وفرحتهم يومها ، بزواج على بن ابي طالب من فاطمة الزهراء ، ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام بعد غزوة بدر .