قصة الدجاجة الصغيرة الحمراء
تملص الجميع من الذهاب معها إلى الحقل لجمع بعض الطعام والذي سيكون لهم جميعا؛ التمست الدجاجة الصغيرة العذر للجميع وذهبت بمفردها في جو شديد الحرارة، وبعد بحث طويل بالحقل عثرت الدجاجة على بعض حبوب القمح، سعدت كثيرا الدجاجة وقامت بجمع الحبوب جميعها وعادت إلى المزرعة.
وعندما عادت إلى أصدقائها طلبت منهم المساعدة في زرع الحبوب التي قد وجدتها بالحقل، ولكنهم كالسابق كل منهم اعتذر منها عن عدم قدرته على مساعدتها في زرع الحبوب معها، البقرة: سامحيني يا صديقتي العزيزة، فموعد أخذ الحليب مني قد قرب، ولن أتمكن من مساعدتكِ”.
حزنت الدجاجة من أصدقائها وأفعالهم معها، ولكنها أكملت جدها وقامت بزراعة كل الحبوب التي وجدتها بالحقل على الفور دون مساعدة من أحد فيهم، وفي الصباح أمطرت السماء فرويت كل الحبوب المزروعة، وبدأت في النمو شيئا فشيئا، ولكن اعترضت طريق نموها بعض الحشائش الضارة والتي يتوجب اقتلاعها من الأرض حتى لا تؤذي نبات القمح.
دعت الدجاجة أصدقائها من جديد لمساعدتها في التخلص من الأعشاب الضارة، ولكن كل منهم بحجته كالعادة، فالبقرة: “اليوم أنا متعبة للغاية ولا أقوى على مغادرة مكاني”.
استاءت الدجاجة الحمراء الصغيرة من رفض أصدقائها لمساعدتها في كل مرة تطلب فيها المساعدة منهم، واستكملت أداء مهامها على أكمل وجه، تخلصت من كل الحشائش الضارة، وحان وقت الحصاد، فكرت في أن تعطي أصدقائها فرصة أخيرة، فقامت بدعوة كل منهم على حدا لمساعدتها في الحصاد، ولكن لم يجبها أحد، حصدت القمح وقامت بتخزينه، وادخرت شيئا يسيرا منه والذي قامت بطحنه وعملت على خبزه، فأصبح خبزا ما أروعه بمجرد أن استوى بقلب الفرن فاحت منه الروائح الذكية والتي تجعل الشهية تنفتح على أقصاها.
جلست الدجاجة الصغيرة على الطاولة التي أعدتها مسبقا لتتناول الخبز الشهي الذي أعدته، وأول ما جلست دعت أصدقائها لتناول الخبز الطازج معها، ولم ينتظروها لتكمل جملتها إلا وانكبوا عليها كبا، الدجاجة الحمراء الصغيرة أرادت حينها أن تعطيهم درسا قاسيا، قبل أن تمكنهم من الأكل معها سألتهم إذا كان الأكل يستدعي مساعدة؟!