ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
يحكي أن في يوم من الايام كان هناك فأر صغير يعيش في جحر صغير في منزل احد الفلاحين، وذات يوم رأي هذا الفأر الفلاح يضع الكثير من حبوب القمح في مخزن مخبئ داخل بيته، ففكر الفأر قائلاً : انا احب هذا المخزن كثيراً، واريد ان اصل إليه ولكن هناك قطة في المخزن تحرسه باستمرار ولا تغفل ابداً، فكيف يمكنني التغلب عليها ؟!
بدأ الفأر يفكر في خطه وحيلة حتي يصل الي المخزن، فقام بحفر سرداب تحت المخزن وجلس الفأر تحت السقف يفكر كيف يمكنه الوصول الي القمح وتناول وجبته اللذيذة منه دون أن يقع في يد القطة، وبينما كان الفأر يفكر في حيلة للوصول الي القمح وقعت علي انفه حبة قمح كبيرة، فرح الفأر كثيراً واكلها وهو يقول : إن الارض بها شق إن قمح المخزن يقع من الشق حبة حبة .
وهكذا مرت الايام والفأر يتناول حبة قمح كل يوم تقع من هذا الشق، ولكن بعد فترة فكر قائلاً : لماذا انتظر حبة واحدة كل يوم، علي ان اجعلها حبتين، فقرض الفأر خشب سقف المخزن وخرج من الفتحة حبتين حبتين، وبعد ذلك فكر من جديد قائلاً : لنجعلهم ثلاثة حبوب بدلاً من اثنين، ومن جديد قام بقرض الخشب لتوسيع الشق ونزل منه ثلاثة حبوب من القمح، وبمرور الايام اخذ الفأر يقول ” لماذا لا نجعلهم خمسة وسبعة وتسعة والفأر يقرض والفتحة تكبر وتكبر ” .
جلس الفأر حتي يستريح قليلاً واغمض عينيه لينام قليلاً وفجأة وجد القطة امامه، فقد نزلت القطة من الفتحة الكبيرة التي اتسعت يوماً بعد يوم بسبب طمع الفأر وقرضه فيها باستمرار للحصول علي المزيد والمزيد من القمح، فقد انساه الطمع القط والخطر وجعله لا يفكر بشكل صحيح، لم يستطع الفأر الهروب من القط وهكذا قتله طمعه .