ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
بقديم الزمان اشتهر رجلا يسمي “علي الخواص” بمدى صدقه وقوله الحق وأمانته، وكانت مهنته هي تضفير خوص النخل وصنع العديد من الأشياء الأساسية منه، لقد كان ينع القفاف والسلال والمظلات أيضا.
وبيوم من الأيام بينما كان “علي الخواص” يعمل دخل عليه وقد كان ذلك الرجل خائفا ومضطربا ويبدو عليه القلق الشديد، وبينما كان الرجل يرتعد قال لعلي الخواص: “خبئني ..خبئني..، فإن هنالك رجال لا يريدون شيئا إلا الإمساك بي وإلحاق الأذى بي”.
فقال له علي: “اختبأ تحت أكداس السعف، تلك الملقاة على الأرض”.
وبالفعل استتر الرجل تحتها كما طلب منه “علي الخواص”.
وبعد قليل من الوقت إذا بثلاثة رجال أقوياء أصحاء دخلوا على “علي الخواص” وإذا بهم يلهثون من كثرة تعبهم من الركض، ويسألون “علي الخواص” عن الرجل وقد أعطوه مواصفاته.
فأجابهم علي الخواص قائلا: “إنه مختبأ تحت ذلك السعف الملقى على الأرض هناك”.
لم يصدقوه الرجال ظنا منهم بأنه يسخر منهم، فانطلقوا غير مبالين بما أخبرهم به.
وبعدما انصرفوا خرج الرجل من تحت السعف، وما إن خرج من تحته حتى سأل علي الخواص قائلا: “كيف لك أن تخبر أعدائي عن مكاني، أتعلم لو تمكنوا مني لهلكت”.
فقال له علي الخواص: “اصمت يا رجل، فما أنجاك غير الصدق”.