أكملت قطقوطة طريقها وهي مازالت غاضبة من نفسها حتى رأت أرنبا صغيراً يلعب ويقفز ويأكل وجبته من الجزر الشهي بكل سعادة فحاولت تقليده بأن تقفز مثله ولكنها لم تستطع، كما حاولت أن تأكل الجزر ولكن لم يعجبها طعمه أبدا فاستمرت في السير وهي في قمة الغضب.
في هذه المرة قابلت قطقوطة قطيعاً من الخراف مغطى بالصوف الأبيض الجميل، فتخيلت شكلها مثلهم وعادت إلى منزلها لتبحث وسط أشيائها عن قطعة من الصوف الأبيض وما أن وجدتها لفت بها نفسها ولكنها شعرت بالحر الشديد فأزالتها عنها سريعاً.
تعبت القطة قطقوطة من المشي فأخذت تستريح تحت شجرة وتسلي نفسها بالمواء بصوتها العذب، فمرت بجانبها زرافة قالت لها ما أروع صوتك! أتمنى أن يكون لي مثل صوتك حتى أغني مثلك، ففرحت قطقوطة بشدة وزاد غنائها فرحة بكلام الزرافة لها وثنائها على صوتها الجميل.
أثناء غناء القطة قطقوطة سمعت صوت سيدة عجوز تستغيث خوفاً من أفعى كبيرة قادمة إليها، وما أن سمعت قطقوطة الاستغاثة حتى قامت بالوثب على الأفعى حتى نالت منها ورمتها بعيدا عن السيدة العجوز التي سرعان ما شكرت قطقوطة على معروفها ومساعدتها لها، حتى رأوا سلحفاة قادمة من بعيد متعبة جداً حيث كانت آتية لمساعدة السيدة ولكنها بطيئة وليست سريعة مثل القطة، فقامت السيدة بشكرها هي الأخرى.
في النهاية قالت لهم السيدة أن الله سبحانه وتعالى ميز كل شخص منا بميزة خلقه الله لأجلها، ولكل من وظيفة في هذه الحياة ففرحت القطة قطوطة وكذلك السلحفاة وعادوا إلى منزلهم سعداء.